كُتّاب وآراء

شريف جبر يكتب .. تعريف هوية الأطفال ببصمة القدم

لابد من سرعة تشريع وإصدار قانون حماية الطفل عن طريق أخذ بصمة القدم لكل مولود وتساعد بصمات أقدام الاطفال عند الولادة عن طريق سكانر لتتحول إلى باركود يطبع على شهادة الميلاد مرتبطة مع الرقم القومى على التعريف بهوية الطفل وجميع بياناتة وبيانات الوالدين تفصيليا.

فبصمة القدم لا تتغير مع التقدم بالعمر، تمامًا كبصمات الاصابع، إلاّ أنّ بصمات أصابع الطفل عند الولادة تكون صغيرة جدًا ولتمييزها والحصول على بصمة واضحة يحتاج الأمر للتكبير، لذلك يلجأ الاطفال الى الاستيعاض عنها ببصمات القدم
وعن جدوى تطبيق فكرة أخذ بصمة القدم عند الأطفال تحديدًا، الهدف هو التوثيق حتى لا تحدث عملية التبديل أو حتى الخطف مثلما نسمع كل يوم فى أخبار الحوادث.

ومن المعروف أن هناك طرقا لأخذ بصمات الأفراد كنوع من التعرف المؤكد عليهم مثل بصمة الإصبع والقرنية، لكن فى الطفل ليس هناك وسيلة متاحة أفضل من بصمة القدم ولهذا عدة أسباب، وأشير إلى أن أحدث الإحصائيات تؤكد أن عدد الولادات فى العالم سنويًا يتراوح ما بين 80 لـ 90 مليونا، وعدد الأطفال من سن يوم لـ 5 سنوات بالعالم يصل لقرابة النصف مليار. يتعرض بعضهم للخطف وماشابه فلابد من السيطرة على بيانات و معلومات هذا الكم الهائل من المواليد لتفادى الكم الهائل من الجرائم فى حق الأطفال وإصدار تشريعات وقوانين لحماية حقوق الاطفال تحميهم .

فى الكبار يمكن استخدام بصمة الإصبع لأنه يستطيع التحكم فيه خاصة أن النمو الجلدى يكون قد استقر لكن الطفل إذا تم خطفه لا قدر الله وتمكنت الشرطة من إعادته بعد فترة 6 شهور مثلاً تكون ملامح أصابعه قد تغيرت خاصة أن أصابع الأطفال يكون عليها بعض المواد الدهنية أو أشياء من هذا القبيل، كما أن النمو السريع للطفل يجعل الاعتماد على هذا النوع من البصمة صعب للغاية.

كانوا قديمًا يفكرون فى استخدام بصمة الوجه، فوجدوا أنه من الصعب الاحتفاظ بصورة مميزة لكل طفل نظرًا لصعوبة فتح العين، مع زيادة حركة الجفون ، فمهما التقطت صور سيظل جميع الأطفال متشابهين”، وأيضًا عندما قرروا استخدام بصمة القزحية “النن” تم إيجاد صعوبة فى فتح عين الطفل إضافة إلى تغير لونها باستمرار، ولا يستقر شكلها إلا بعد عامين.

بالنسبة لبصمة الكف، فإن فتحه وغلقه على مستوى معين يغير من شكله على عكس القدم فإنه سطح ثابت كما أنها ليس بها نمو عضلى ولا تتغير تفاصيلها، بينما اليد لدى الأطفال حديثى الولادة لا يمكن فتحها بالشكل المطلوب، ومهما ثبّتها لن تحصل على صورة واضحة نظرًا لعدم قدرة الطفل على استمرار فتحها شهادة الميلاد ببصمة القدم حيث إنها الوحيدة التى لا تتغير منذ الميلاد وحتى آخر العمر.

ربما يبدو هذا الاقتراح غريبًا على البعض، غير أن التمعن فيه يكشف عن أنه قد يكون مطلوبًا لحماية أطفالنا ومسايرة التقدم الحاصل فى هذا الصدد، ويتمثل اقتراحى فى العمل على تخصيص بكود للأطفال ببصمة القدم وذلك ضمن شهادة الميلاد والرقم القومى، الأمر الذى أراه ضرورة ملحة فى هذا العصر.

وعلى ذلك أؤكد أن القانون المصرى بحاجة إلى تعديل الكثير من التشريعات الخاصة بالطفل، والتى تواكب التطور التكنولوجى، ومن ذلك أخذ بصمة القدم بماسح سكانر وباركود للقدم واليد وطباعتها فى شهادة الميلاد وهو ما يحفظ حقوق الأسرة وحقوف أطفالهم.

وأشير هنا إلى أن القانون يغفل بعض تشريعات بينها أخذ بصمة قدم الطفل إلكترونيا بسكانر وتحويلها إلى باركود، والذى يهدف لحفظ هوية الطفل تجنبًا لحالات الخطف أو الاستبدال، أو ما شابه ذلك، ويعزز ما أشير إليه، إن هذا القانون مشرع فى العديد من دول العالم وبينها الإمارات والسعودية.

وعلى ذلك أؤكد ضرورة تفعيل بصمة القدم تحت اسم «باركود الأطفال» وأن يتم العمل به الآن وفورا، حيث إن شهادة الميلاد بياناتها لا تكفى ويجب أن يوضع بها باركود بصمة قدم الطفل حتى لا يتم التحايل على القانون، أو أن يتم استبدال طفل بآخر واستحالة تحديد شخصية طفل من آخر مخطوف، أو يتم استخدامه فى التسول أو من عصابات المتاجرة فى البشر، أو استخدامهم كقطع غيار بشرية، أو يتم تهريبهم من المطارات أو الموانىء من خلال وضع قدم الطفل على سكانر بالمطار أو فى قسم الشرطة أو أى جهة، ومطابقته مع الباركود لبصمة القدم المطبوع على شهادة الميلاد والرقم القومى، حتى يتم السيطرة على كل حالات التلاعب والخطف من خلال شهادة الميلاد والتى يتم بها إثبات بصمة القدم لبيان إذا كان الطفل هو صاحب هذه الشهادة أم طفل آخر.

ورغم ما قد يكون عليه من تكلفة إلا أن ذلك ربما يكون أسهل الحلول لحماية حقوق الإنسان والأطفال وأهاليهم والمجتمع وأقلها تكلفة مثلما هو مطبق فى العديد من الدول، حيث يسهل مطابقه بصمة قدم أى طفل يتم العثور عليه أو مطلوب استخراج جواز سفر له مع قاعدة بيانات الرقم القومى للاستدلال على هويته.

ولعله ما يعزز ذلك ما نجده يوميًا على صفحات التواصل الاجتماعى من إعلانات عن أطفال صغار تائهين، ولا يستدل على أهاليهم، فإذا كان عندنا باركود لبصمة القدم لكل طفل منذ ولادته لكان من السهل التعرف علـى هويته وعلى والديه، الأمر جد خطير ومهم وآن الأوان لتطبيقه فى مصر تماشيًا مع تكنولوجيا العصر و حماية الطفل والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى